تعددت الأبحاث والدراسات حول علاج التوحد عند الأطفال نظرًا لما يسببه هذا الاضطراب من مشكلات قد تؤدي إلى تغير في أنماط حياة الأطفال المصابين بهذا المرض.

إذ يتضمن العلاج عدة خيارات وخطط، وتختلف هذه الخطط من حالة لأخرى، وذلك اعتمادًا على احتياجات الطفل، مثل العلاج السلوكي والعلاج النطقي.

كما يحتاج الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد إلى تحسين مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية، بالإضافة إلى إدارة أي حالات مرافقة مثل القلق أو فرط النشاط.

ولذلك تناقش المقالة التالية كل ما يهمك حول علاج التوحد عند الأطفال كما توضح العديد من الأمور المتعلقة بالتوحد عند الأطفال بشئ من التفصيل.

ما هو مرض التوحد عند الأطفال؟

اضطراب طيف التوحد هو حالة تؤثر على طريقة عمل دماغ بعض الأطفال، ويمكن أن تجعلهم يتصرفون ويتواصلون ويتفاعلون ويتعلمون بشكل مختلف عن الأطفال الآخرين.

وعلى الرغم من ذلك لا يوجد سبب واحد محدد لاضطراب طيف التوحد، إذ يعتقد العلماء أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تُغيِّر من كيفية تطور ونمو الطفل.

وقد يوجد لدى بعض الأطفال المصابين بالاضطراب فروق معروفة، مثل حالة وراثية معينة، في حين أن بعض الأطفال الآخرين قد لا يملكون ذلك.

كما يمكن للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد أن يمتلكوا مجموعة متنوعة من القدرات، على سبيل المثال قد يكون بعضهم جيد جدًا في الحديث، بينما قد لا يستطيع البعض الآخر التحدث إطلاقًا.

أعراض التوحد عند الاطفال

هناك العديد من الفروقات بين الأطفال المصابين بالتوحد، ولذلك تلعب الأعراض دورًا هامًا في تحديد خطط علاج التوحد عند الأطفال بشكل يتناسب مع حالة الطفل.

إذ يمكن للأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب أن يظهروا مجموعة واسعة من الأعراض، والتي يمكن أن تختلف في الشدة والخطورة، وفيما يلي أكثر هذه الأعراض شيوعًا:-

– صعوبة في المهارات الاجتماعية ومهارات الاتصال والتفاعل

إحدى أكثر الأعراض شيوعًا في اضطراب طيف التوحد هي مواجهة صعوبات في تعلم المهارات الاجتماعية ومهارات الاتصال والتفاعل الأساسية، ويمكن أن يظهر ذلك على الأطفال من خلال العلامات التالية:-

  • تجنب النظر في العينين.
  • عدم الاستجابة عند استدعائهم باسمهم.
  • عدم القدرة على مشاركة الاهتمامات مع الآخرين.
  • صعوبة في إقامة الصداقات، واللعب بالألعاب التفاعلية.
  • وجود قدر محدود، من القدرة على التعبير عن المشاعر.

– وجود سلوكيات واهتمامات مقيدة أو متكررة

من الصفات الأخرى لاضطراب طيف التوحد هي وجود سلوكيات واهتمامات مقيدة أو متكررة، ويمكن أن يتجلى ذلك فيما يلي:-

  • تكرار الكلمات أو العبارات.
  • التركيز على موضوعات أو أشياء محددة.
  • صعوبة في التكيف مع التغييرات في بيئتهم.
  • سلوكيات متكررة، مثل هز اليدين والتأرجح والدوران.
  • ترتيب الألعاب أو الأشياء الأخرى والانزعاج عند تغيير ذلك.

بالإضافة إلى الأعراض الأساسية السابقة، يمكن للأطفال الذين يعانون من التوحد أن يواجهوا تأخرًا في المهارات اللغوية والحركية والإدراكية.

كما يمكن أن يظهروا سلوكيات نشطة وعدم انتباه واندفاع، وقد يكونون عرضةً لخطر الإصابة بالقلق أو الخوف المفرط أو عدم الخوف، كما يمكن أن يصابوا بالصرع.

ما هو العمر الذي يصاب فيه الطفل بالتوحد؟

اضطراب طيف التوحد يبدأ عادةً قبل سن الثالثة ويمكن أن يستمر طوال الحياة، ومع ذلك يمكن تحسين الأعراض مع مرور الوقت، ويمكن أن يظهر على بعض الأطفال علامات التوحد في عامهم الأول من العمر، في حين أن الآخرون قد لا يظهر عليهم أية أعراض حتى عمر الثانية أو أكثر.

في بعض الحالات قد يتقدم الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد بشكل طبيعي حتى عمر ١٨ إلى ٢٤ شهرًا، ثم يتوقفون عن اكتساب مهارات جديدة أو حتى فقدان المهارات التي اكتسبوها سابقًا.

وبالتالي فإن بداية اضطراب طيف التوحد يمكن أن تختلف بشكل كبير بين الأطفال، وقد تظهر بطريقة مختلفة في مراحل تطور ونمو طفلك، ويعتمد علاج التوحد عند الأطفال بشكل كبير على المرحلة التي يظهر فيها المرض.

4.5/5

دكتورة عبير الدسوقي

استشاري الأطفال وحديثي الولادة

4.5/5

دكتورة عبير الدسوقي

استشاري الأطفال وحديثي الولادة

ما هي أنواع التوحد عند الاطفال؟

هناك عدة أنواع من اضطرابات التوحد التي يمكن أن تؤثر على الأطفال بطرق مختلفة، وفيما يلي أشهر هذه الأنواع:-

– اضطراب التوحد من المستوى الأول

يتميز الأطفال الذين يعانون من هذا النوع من التوحد بمهارات لغوية قوية وذكاء مرتفع، ولكن قد يواجهون صعوبات في التواصل الاجتماعي، ويُظهرون عدم المرونة في الفكر والسلوك.

– متلازمة ريت

وهي عبارة عن اضطراب عصبي نادر يؤثر بشكل أساسي على الفتيات، ولكنه ما زال يمكن أن يصيب الأولاد، ويمكن للأطفال الذين يعانون من متلازمة ريت أن يواجهوا صعوبات في الحركة والتواصل والتنفس، ولكن يمكنهم العيش حياة جيدة عند وجود الرعاية والدعم المناسب.

– اضطراب التفكك الطفولي

يُعرف هذا النوع بتأخر بداية المشكلات التنموية في اللغة والمهارات الحركية أو الوظيفة الاجتماعية، إذ يمكن للأطفال الذين يعانون منه أن يتطوروا بشكل طبيعي حتى سن الثالثة.

ولكن يمكن أن يتراجعوا في عدة نواحي من حياتهم، مثل المهارات الخاصة ببعض العادات اليومية الأساسية، واللغة والمهارات الاجتماعية.

– متلازمة كانر

يمكن أن يواجه الأطفال الذين يعانون من هذه المتلازمة تحديات في الارتباط العاطفي والاتصال والسلوك، لكن قد يُظهرون أيضًا مهارات قوية في التخيل.

– اضطراب التطور الشامل

قد يعاني الأطفال الذين يعانون من هذا النوع الخفيف من التوحد من تحديات في التطور الاجتماعي واللغوي، ولكن قد لا تظهر عليهم أعراض الأنواع الأخرى من التوحد.

أسباب التوحد عند الاطفال

لا يوجد سبب واحد وصريح للتوحد، ولكن تشير الأبحاث إلى أن خطر الإصابة بالتوحد يزداد بسبب مجموعة من التأثيرات الجينية وغير الجينية أو البيئية.

إذ يمكن أن تؤدي مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية إلى التوحد عند الأطفال، أو تزيد من خطر الإصابة به، مثل التغييرات الجينية في بعض الجينات، حتى إذا كان الوالد الذي يحمل هذه الجينات لا يعاني من التوحد بنفسه.

بالإضافة إلى التأثيرات الجينية تزيد العوامل البيئية مثل العمر الكبير للوالدين، ومضاعفات الحمل والولادة، والحمل المتتابع الذي يقل عن سنة قليلاً من خطر الإصابة بالتوحد.

علاج التوحد عند الأطفال

يهدف العلاج بالدرجة الأولى لتخفيف الأعراض التي تؤثر على الحياة اليومية وجودة المعيشة، ونظرًا لاختلاف نوع التوحد من حالة لأخرى فإن علاج التوحد عند الأطفال يختلف من حالة لأخرى وفقًا لاحتياجات الطفل، ويمكن تقديم هذه العلاجات في مختلف نواحي الحياة الأساسية، مثل التعليم والصحة والمجتمع أو المنزل.

ويعد التواصل بين مقدمي الخدمة والشخص المصاب بالتوحد وعائلته أمرًا أساسيًا، وقد يكون هناك حاجة إلى خدمات إضافية، مثل الرعاية الصحية والمشاركة الاجتماعية والمجتمعية، والتدريب المهني، وتشمل أنواع علاج التوحد عند الأطفال ما يلي:-

  • العلاجات التنموية.
  • العلاجات التعليمية.
  • العلاجات السلوكية.
  • العلاجات الاجتماعية.
  • العلاج الدوائي والنفسي والمكملات.

متى تظهر أعراض التوحد عند الرضع؟

يختلف السن الذي تظهر فيه أعراض التوحد من طفل لآخر، و لكن بشكل عام يمكن أن تظهر علامات التوحد على الأطفال الرضع في سن مبكر يبدأ من عمر ٣ أشهر، وتظهر عليهم بعض الأعراض مثل:-

  • الابتسام للآخرين.
  • لا يمسكون الأشياء.
  • عدم متابعة الأشياء المتحركة بأعينهم.
  • عدم الاستجابة للضوضاء والأصوات العالية.

هل يمكن علاج التوحد عند الأطفال بشكل نهائي؟

يتفق الأطباء والمختصون حول العالم على أن علاج التوحد عند الأطفال بشكل نهائي غير ممكن حتى الآن، ويرجع ذلك إلى كون التوحد حالة مرضية معقدة وتختلف من حالة لأخرى، ولكن يشمل الأمر إدارة الأعراض والمساهمة في تطوير المهارات والسلوكيات اللازمة، وذلك للحصول على حياة طبيعية قدر الإمكان.

4.5/5

دكتورة عبير الدسوقي

استشاري الأطفال وحديثي الولادة

4.5/5

دكتورة عبير الدسوقي

استشاري الأطفال وحديثي الولادة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *