يبحث الكثير من الآباء و الأمهات عن علاج تأخر النطق عند الاطفال بشكل يومي، إذ أنه بمجرد تأخر الطفل عن أقرانه من نفس العمر في النطق حينها يظن الوالدين بأنه يعاني من مشكلات في النطق، وهو ما ليس صحيحًا في جميع الأحوال، لأن فترة اكتساب القدرة على التكلم والنطق تختلف من طفل لآخر.

ويختلف علاج تأخر النطق عند الاطفال من طفل لآخر اعتمادًا على العديد من العوامل، أهمها سبب المشكلة والعمر، إذ تناقش المقالة التالية جميع الأسباب والأمور المتعلقة بتأخر النطق، بالإضافة إلى طرق العلاج بشئ من التفصيل.

ما هي حالة تأخر الكلام عند الأطفال؟

حالة تأخر الكلام عند الأطفال، هي عبارة عن عدم قدرة الطفل على استخدام الكلمات بالشكل المناسب، وذلك للتواصل مع الآخرين في الوقت المناسب، ويمكن أن تشمل هذه الحالة عدم القدرة على الكلام بشكل كامل، أو الكلام بشكل غير واضح وغير مفهوم.

وتُعد حالة تأخر الكلام شائعة بين الأطفال، وقد يكون لها عدة أسباب، مثل الأسباب الوراثية أو البيئية، ويتم تحديد علاج تأخر النطق عند الاطفال في كثير من الأحيان بناءً على السبب.

ويمكن أن يؤدي التأخر في الكلام إلى صعوبات في التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يؤثر على تطور الأطفال في المجالات الأخرى، مثل المهارات الاجتماعية، والعاطفية، واللغوية.

ما هو العمر الطبيعي لبداية النطق عند الأطفال؟

يمكن للأطفال أن يبدأوا في إصدار بعض الأصوات المميزة مثل (بابا – ماما) في عمر ٦-٨ أشهر، ويمكنهم بدء إصدار كلمات مثل (أمي – أبي – أنا) من ١٠ إلى ١٤ شهرًا.

وعادةً ما يتحدث الأطفال بشكل أوسع وأكثر وضوحًا ودقةً، في حوالي عمر ٢-٣ سنوات، إذ يتعلمون استخدام الجمل والعبارات المعقدة، والتعبير عن الأفكار بشكل أكبر.

ويمكن لبعض الأطفال أن يبدأوا النطق في وقت سابق، بينما يمكن لآخرين أن يستغرقوا وقتًا أطول لتطوير المهارات اللغوية.

ولكن بشكل عام، فإن معظم الأطفال يبدأون بالنطق بشكل طبيعي، ويتطورون بشكل مناسب خلال الثلاث سنوات الأولى.

وإذا تأخر طفلك في الكلام بعد عمر الثلاث سنوات، أو كنت تشعر بالقلق بشأن تأخر النطق لدى طفلك، فمن المهم استشارة طبيب الأطفال، أو الخبير النفسي لتقييم الوضع، وتحديد الأسباب المحتملة، وتوجيهك إلى طرق علاج تأخر النطق عند الاطفال المناسبة لحالة طفلك.

أسباب تأخر الكلام عند الأطفال

تتعدد أسباب تأخر الكلام عند الأطفال بشكل كبير، وتختلف من طفل لآخر، وفيما يلي أشهر هذه الأسباب وأكثرها انتشارًا:-

– التخلف العقلي

أكثر من نصف حالات تأخر الكلام يسببها التخلف العقلي، والذي يؤدي بدوره إلى تأخر في تعلم اللغة، وتأخر في فهم السمعيات والإيماءات، إذ تؤثر شدة التخلف على اكتساب الكلام، كما يتأخر تطوير الكلام نسبيًا في الأطفال المعاقين عقليًا أكثر، مما يتأخر تطوير الأمور والمهارات الأخرى.

– فقدان السمع

السمع السليم في السنوات الأولى من الحياة أمر حيوي لتطوير اللغة والكلام، وقد يؤدي فقدان السمع في مراحل مبكرة، إلى تأخير حاد في الكلام.

كما يمكن أن يكون فقدان السمع توصيليًأ أو عصبيًا، وينتج فقدان السمع التوصيلي عادةً عن التهاب الأذن الوسطى، بينما ينجم فقدان السمع العصبي عن عدة عوامل مثل:-

  • نزيف دماغي.
  • مرض اليرقان.
  • العدوى الجنينية.
  • نقص الأكسجين.
  • التهاب السحايا البكتيري.
  • بعض الاضطرابات الوراثية.

– تأخير النضج

يشكل تأخر النضج (تأخر نمو اللغة) نسبة كبيرة من أسباب تأخر الكلام عند الأطفال، وهو عبارة عن تأخر في نضج العمليات العصبية المركزية اللازمة لإنتاج الكلام.

وعادةً ما تنتشر هذه الحالة بين الأولاد، ولكن يتطور معظم المصابين بهذه الحالة بشكل طبيعي في الكلام بحلول سن دخول المدرسة.

– اضطراب اللغة التعبيرية

الأطفال الذين يعانون من اضطراب اللغة التعبيرية، لا يتمكنون من تطوير استخدام الكلام في العمر المعتاد، بسبب عيب وظيفي في المخ، يؤدي إلى عدم القدرة على ترجمة الأفكار إلى الكلام.

ولكن لديهم ذكاء طبيعي واستيعاب سمعي طبيعي، ومهارات نطق جيدة، وعلاقات عاطفية طبيعية، وقد يستخدم هؤلاء الأطفال الإيماءات لتعويض تعبيراتهم اللفظية المحدودة.

– الحرمان النفسي والاجتماعي

يمكن أن يؤثر الحرمان النفسي والاجتماعي على تطور الكلام، إذ يمكن أن يكون نقص التحفيز اللغوي، والغياب الأبوي، والإجهاد العاطفي، وإهمال الطفل، عوامل محتملة لتأخر الكلام عند الأطفال.

– التوحد

التوحد هو اضطراب تنموي يؤثر على التطور اللغوي والاجتماعي، وذلك قبل بلوغ الطفل سن ٣٦ شهرًا، إذ يتميز التوحد بسلوكيات غير اعتيادية، وأنماط نطق مختلفة، وعدم القدرة على التفاعل والتواصل مع الآخرين، ويحدث بنسبة ثلاثة إلى أربعة أضعاف أكثر في الأولاد من الفتيات.

4.5/5

دكتورة عبير الدسوقي

استشاري الأطفال وحديثي الولادة

4.5/5

دكتورة عبير الدسوقي

استشاري الأطفال وحديثي الولادة

ما هي علامات تأخر النطق عند الأطفال؟

تعد علامات تأخر النطق عند الأطفال مهمة للغاية، إذ يمكن للآباء الاعتماد عليها للاحتياط والتصرف المناسب، وتتمثل هذه العلامات فيما يلي:-

  • مشكلات في فهم الطلبات الشفهية البسيطة.
  • عدم استخدام الإيماءات، مثل الإشارة أو التلويح قبل ١٢ شهرًا.
  • التحدث بأصوات متكررة، بدلًا من استخدام اللغة الشفوية للتواصل.
  • عدم قدرتهم على إنتاج كلمات وعبارات بشكل عفوي، وذلك عند بلوغهم عمر السنتين.
  • عدم القدرة على اتباع التوجيهات البسيطة، وامتلاك نبرة صوت غير عادية مثل السبر الخشن.
  • تفضيل استخدام الإيماءات على الأصوات للتواصل، والصعوبة في تقليد الأصوات بعمر ١٨ شهرًا.

وإذا واجه الآباء صعوبة في فهم خطاب الطفل عند سن العامين، فقد يمثل هذا علامة على تأخر في النطق، ومن الأفضل الاتصال بالطبيب المتخصص في علاج تأخر النطق عند الاطفال مثل طبيب الأطفال، أو الطبيب النفسي.

إذ تشير الدراسات إلى أنه يجب فهم ٥٠٪ من كلام الطفل في عمر سنتين، و ٧٥٪ منه في عمر ٣ سنوات، بينما يجب فهم الطفل في الغالب بحلول عمر ٤ سنوات، حتى من قبل الأشخاص الذين لا يعرفون الطفل.

طرق علاج تأخر النطق عند الأطفال

طرق علاج تأخر النطق عند الاطفال عديدة، واختيار الطريقة المناسبة يعتمد على السبب وراء هذه المشكلة، بالإضافة إلى درجة تأخر النطق لدى الطفل وعمره.

ويتطلب علاج تأخر النطق عند الاطفال فريق الطبي يتضمن أخصائي اللغة والنطق، وأخصائي السمعيات، وأخصائي نفسي، وأخصائي العلاج الوظيفي.

إذ يجب على الطبيب توفير معلومات حول سبب تأخر الكلام لتحديد العلاج المناسب، ويلعب أخصائي اللغة، والنطق دورًا حاسمًا في وضع خطط العلاج والأهداف المستهدفة.

إذ يهدف إلى تحسين اللغة الرئيسية، وتعليم الطفل استراتيجيات فهم اللغة الناطقة، وإنتاج سلوك لغوي أو تواصلي مناسب، كما يمكن لأخصائي اللغة والنطق، مساعدة الآباء في تعلم طرق تشجيع وتعزيز مهارات التواصل لدى الطفل.

وبالنسبة للأطفال الذين يعانون من فقدان السمع، قد يصبح من الضروري استخدام وسائل مثل أجهزة السمع والتدريب السمعي وتعليم الشفاه.

كما أنه في بعض الأحيان قد يكون من الضروري إجراء إعادة بناء للقناة السمعية الخارجية، وإعادة بناء الأذن الوسطى، وزرع القوقعة.

ويلعب التدخل المبكر دورًا هامًا في علاج تأخر النطق عند الاطفال فكلما كان التشخيص مبكرًا والتدخل سريعًا، كلما قل تأثير تأخر النطق على تطور الطفل.

ولذلك بمجرد ملاحظة علامات تأخر النطق السابق ذكرها، يجب استشارة أحد المتخصصين للشروع في خطط علاج تأخر النطق عند الاطفال المناسبة لطفلك.

ما هو اختبار تأخر النطق والكلام للأطفال؟

تُستَخدم عدة اختبارات لتقييم تأخر النطق والكلام لدى الأطفال، ومن بين هذه الاختبارات:-

  • اختبار تقييم النطق واللغة: ويتضمن تقييم طريقة نطق طفلك، ومدى توافق هذا النطق مع اللغة.
  • اختبارات التنمية الوظيفي: ويتضمن اختيار مدى تطور ونمو وظائف طفلك اللغوية والتعبيرية.
  • اختبار تقييم اللغة: ويعد هذا الاختبار متقدم عن الاختبارين السابقين، ويتضمن اختبار قدرة استخدام الطفل على استخدام الكلمات للتعبير عن الأشياء، وتكوين جمل صحيحة.
4.5/5

دكتورة عبير الدسوقي

استشاري الأطفال وحديثي الولادة

4.5/5

دكتورة عبير الدسوقي

استشاري الأطفال وحديثي الولادة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *